
14 يونيو تاريخ اليهود فى بلاد المغرب
تاريخ اليهود فى بلاد المغرب
ظهرت اليهودية فى بلاد المغرب فى القرن السادس قبل الميلاد، إذ يُعَد اليهود تاريخياً أول مجموعة غير بربرية وفدت على المغرب ومازالت تعيش فيه إلى يومنا هذا. إستطاع اليهود العيش وسط سكان المغرب الأصليين (الأمازيغ) والتحدث بلغتهم من خلال التأثير المباشر بين اليهود والأمازيغ. يقول بن خلدون (إن الدين اليهودى أخذه البربر عن بنى إسرائيل) وإنتشر بين عدد من القبائل مثل قبيلة نفوسة من بربر أفريقية, وقندلاوة وبهلولة ومديونة وغياتة وبنو فازان من بربر المغرب الأقصى ، وكانوا يقطنون منطقة زهرون قرب مدينة فاس، وكذلك كانت هناك جالية يهودية كبيرة فى مدينة فاس منذ القرون الأولى لنشأتها.
وقد جاء اليهود إلى بلاد المغرب عن طريق ثلاث هجرات متفرقة:
الهجرة اليهودية الأولى : –
كانت من فلسطين إذ يقول اليهود ممن يسكنون الجبال ويتحدثون باللغة البربرية إن أجدادهم تركوا فلسطين ورحلوا إلى المغرب قبل الأسر البابلى الذى حدث بعد أن هاجم الملك الكلدانى البابلى نبوخذ نصر الثانى أورشليم عام 586 ق.م وأسر يهودها ورحلهم إلى بابل وهو مايعرف بالسبى البابلى.
الهجرة اليهودية الثانية : –
جاءت مع الفينيقيين الذين وصلوا إلى إسبانيا والمغرب التى كانت فى ذلك الوقت تسمى ترشيش، حيث وجد اليهود فى بلاد المغرب الفينيقية المأوى والقبول والاستيطان ، لما بين الفريقين من صلات الجنس واللغة والتقاليد والعادات. وقد سمح هذا الامر لليهود بالتوغل داخل بلاد البربر بين كثير من قبائل الأطلس وقبائل جنوب المغرب الأقصى.
الهجرة اليهودية الثالثة : –
حدثت أثناء العصر الرومانى فى القرن الأول الميلادى, وكان عمادها المهاجرين الذين فروا من فلسطين بسبب إضطهاد الرومان لهم وإنتشروا فى المغرب، وإن كان هذا الانتشار محدود بين السكان المحليين وهم البربر. وقد ازداد تواجد اليهود بالمغرب بعدما فر يهود المدن الأتية: (مدينة سيرين (قريشى) – مدينة برقة – مدينة برنسيس (بنى غازى) – مدينة توشير (طوكرة) – مدينة أبولونيا (مرسى سوسة) – مدينة بتوليماس (طليمته). وقد قرر هؤلاء الثورة على الرومان تضامنا مع إخوانهم فى فلسطين. وكذلك عندما قام الأمبراطور جابوس (37 م – 41 م) بتخريب أورشليم ، فر اليهود إلى جوف الصحراء الليبية ومنها انتشروا فى بلاد المغرب.
هذه هى الهجرات التى وصلت إلى المغرب فى العصر القديم.
أما الهجرات اليهودية إلى المغرب فى العصر الوسيط فكانت فى العصور الإسلامية المبكرة، فقد بدأت مع ظهور الإسلام حيث انقسم العالم القديم إلى قسمين إسلامي ومسيحي ، و تم إضطهاد اليهود بأسبانيا وقتلوا وشردوا حتى تتابعت الهجرات إلى البلاد المغربية.
إنخرط اليهود فى كل ركائز الحياة الاقتصادية ، حيث امتهنوا الرعي والصناعة وكذلك التجارة التى حققوا منها أرباحاً وثرواتٍ كبيرة. تجدر الإشارة إلى أن المجتمع اليهودى المغربى لم يكن مجتمعاً منغلقا كما هو الحال فى المجتمعات اليهودية الأخرى ، بل كان مجتمعاً منفتحاً دائم الاختلاط بسكان البلاد، حيث كانوا يعيشون فى ظل نظام الجوار والحماية من قبل القبائل الأمازيغية. ومنذ ذلك الحين توطن اليهود فى بلاد المغرب وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من ثقافة هذا الوطن. فبعد انتشار الإسلام دخل اليهود فى حماية الحكام الأمازيغ المسلمين وتعايشوا مع المسلمين حتى أنهم التحقوا بجيوش المسلمين المتوجهة للأندلس من أجل العودة إليها.
No Comments